فلسطين ارض عشيرتي وجدودي منها أتيت وكان سر وجودي
منها وجدت إلى الحياة وأنني احنوا لها كالأم للمولود
ولها سأرجع خاضعا متضرعا كالعبد أب إلى ربه المعبود
مهما حييت فأنني متعلق في بلدتي وبموطني المنشود
فهو الحياة وكل شغل شاغل هو سلوتي وترنمي وقصيدي
لا زلت اذكره بعد طفولتي في يوم انس وبفرحة عيد
لكنني لما نأيت بغربتي ضيعت أمالي وكل عهودي
وفقدت أشواق الحياة وحسنها ومللت رنة نايتي ونشيدي
وتركت بعد اليأس جنة موطني في قبض السفاح والعربيد
ورضيت أن أبقى بضيم تشردي في عيشة المغلوب والمنكود
أكذا ندين إلى الغزاة ونرتضي بطش الغزاة بحيرة وجمود
أكذا تهان نساؤنا وشيوخنا وتزج في اسر وبين قيود
أكذا تقتل في المدارس ولدنا وتاس تحت مجنزر وحديد
أكذا يزول مع الزمان تراثنا ونصير بعد القهر للتنكيد
أكذا ندك وتنطوي أمالنا ونذل بين القمع والتهديد
أكذا ورثنا المجد عن أجدادنا أيام صولة خالد بن الوليد
أكذا نفاخر في الكلام ونرتجي طرد العدو بخطبة وقصيد
فإلى متى هذا الرضوخ وأمتي ترضى حياة الذل والتشريد